اميمة الحسن
قبل يوم من اختطاف الناقدة السورية رشا ناصر العلي، أستاذة الأدب العربي في جامعة حمص وعضو اتحاد الكتاب العرب، جرى اتهامها على نطاق واسع بأنها طلبت من طالباتها اللائي ارتدين الحجاب بعد سقوط نظام بشار الأسد خلع حجابهن. ووفقًا للتقارير، تم الإشارة إلى أن أحدهم قد أبلغ عناصر تابعة لإحدى الفصائل المسلحة بأن الدكتورة رشا طلبت من طالباتها خلع الحجاب.
تدور قصص شائعة تشير إلى أن بعض الأشخاص استغلوا هذه الحادثة، ربما بسبب خلافات شخصية مع الدكتورة، للإبلاغ عن هذه التهمة بشكل مفتعل. تثار تساؤلات حول ما إذا كانت تلك الحادثة هي فعلاً السبب وراء اختطافها أم أن هناك جهات أخرى تقف وراء الحادثة.
الغموض الذي يحيط بمصير الدكتورة رشا واختفاء جثتها أثار قضية “اختطاف” الأكاديمية اهتمامًا كبيرًا في الأوساط الثقافية والأدبية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي في سوريا. خاصة بعد تداول تقارير عن مقتلها على يد مجموعة مسلحة.
تضليل الرأي العام
بدأت التقارير تتحدث عن اختطاف الدكتورة رشا على يد مجموعة مسلحة أثناء توجهها من منزلها في مساكن الادخار إلى جامعة حمص وسط سوريا، وفقًا لما ذكرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان. بعد ذلك، ظهرت تغطية إعلامية واسعة تشير إلى وجود مشاكل شخصية للدكتورة رشا في جامعتها، بين زملائها وطلبتها. لكن في وقت لاحق، نفى زملاؤها وطلبتها تمامًا هذه التسريبات، ما يثير الشكوك حول ما إذا كانت الجهة التي اختطفتها قد حاولت تضليل الرأي العام.
تلك التسريبات تُعزز التكهنات بأن فصيلاً سوريًا تحت إدارة أحمد الشرع قد يكون قد اختطفها، وعلى الأرجح تم تصفيتها. شهدت مدينة حمص منذ سقوط نظام بشار الأسد، وتدفق الفصائل المسلحة بقيادة أحمد الشرع، عمليات تصفية وحشية واعتقالات استهدفت العلويين والشيعة بشكل خاص، لاسيما وان الدكتورة رشا ناصر الحسن تنتمي الى الطائفة العلوية.
التكتم الإعلامي
وفي وقت لاحق، أُعلن عن العثور على جثة تعود لإحدى النساء، لكن تبين لاحقًا أن هذه الجثة تعرضت للتعذيب والتنكيل وقطع أصابعها قبل مقتلها، ما يعزز الشكوك حول عملية تصفية القتيلة.
على الرغم من شدة التصفيات والاعتقالات والإعدامات اليومية وعمليات الخطف المستمرة، إلا أن هناك صمتًا إعلاميًا مريبًا بشأن هذه الأحداث، حيث تحاول بعض الجهات تبسيط الأمور وتجميل صورة عناصر “هيئة تحرير الشام” بقيادة أحمد الشرع، التي تبدو غير مبالية بهذه العمليات.
ادانة ومطالبة
أدان اتحاد الكتاب العرب في سوريا “اختطاف” الدكتورة رشا العلي، وطالب بتدخل القيادة العسكرية في هيئة تحرير الشام وبقية الفصائل الفاعلة في المنطقة للإفراج عنها في أقرب وقت ممكن لضمان عودتها سالمة إلى عائلتها وزملائها.
الدكتورة رشا ناصر العلي، هي واحدة من الأكاديميات البارزات في الأدب العربي والدراسات النقدية والسرديات النسوية المعاصرة. ولدت في حمص عام 1973، وهي ابنة المحامي السوري الشهير ناصر أحمد العلي. حصلت على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة البعث في حمص عام 1997.
نالت درجة الماجستير في النثر الحديث من جامعة عين شمس في القاهرة عام 2004، ثم حصلت على شهادة الدكتوراه عام 2009 في أطروحة تناولت “السرديات النسوية المعاصرة في الوطن العربي (1990-2005)”.
حصلت على جائزة الشارقة للإبداع في مجال النقد الأدبي عام 2012، وصدرت لها العديد من الأعمال الأدبية والنقدية.