شددت واشنطن مؤخراً ضغوطها على العراق للمطالبة بإطلاق سراح الباحثة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف، التي اختطفت في بغداد منذ مارس 2023. المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن، آدم بولر، طالب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالإفراج عن تسوركوف، محملاً الحكومة العراقية مسؤولية تأخير تحريرها.
بولر نشر تغريدة عبر منصة “إكس”، قال فيها إن رئيس الوزراء العراقي قدم “وعوداً كاذبة” للإدارة الأمريكية السابقة بشأن إطلاق سراح تسوركوف، مشيراً إلى أن عدم إعادتها في الوقت الراهن يعني أن السوداني إما غير قادر على ذلك أو متواطئ في الحادثة.
في الوقت ذاته، صرح وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن تسوركوف، الحاملة للجنسيتين الإسرائيلية والروسية، محتجزة لدى جماعة مسلحة عراقية، مؤكداً أن الحكومة العراقية تبذل جهوداً مكثفة لتحريرها. وأضاف حسين في تصريحات لوكالة أكسيوس الإخبارية أن الباحثة التي تبلغ من العمر 38 عامًا، والتي تتحدث عدة لغات، على قيد الحياة، وأن رئيس الوزراء العراقي يعمل من أجل الإفراج عنها.
تسوركوف، التي وصلت إلى بغداد في يناير 2022، كانت تقوم بأبحاث تركز على الفصائل المسلحة العراقية وحركات مثل التيار الصدري الذي يقوده مقتدى الصدر. وهي زميلة في معهد “نيولاينز” للإستراتيجية والسياسة، كما تعمل كباحثة في منتدى التفكير الإقليمي، وهي مؤسسة إسرائيلية فلسطينية.
لم تعلن أي جهة رسمياً مسؤوليتها عن اختطاف تسوركوف، لكن إسرائيل تشير أصابع الاتهام إلى “كتائب حزب الله”، وهي جماعة مسلحة مرتبطة بإيران، معتبرة أن هذه المجموعة متورطة في الحادثة. وتعتقد إسرائيل أن هذه الجماعة قد تكون مدعومة من بعض الجهات داخل الحكومة العراقية، خصوصاً وأن الاختطاف وقع في وقت حساس بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
من جانبها، أكدت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن إسرائيل طالبت عدة دول غربية بزيادة الضغوط على العراق للإفراج عن تسوركوف. ووفقاً لتقرير الصحيفة، فإن ممثلين عن الحكومة الإسرائيلية وأربعة دول غربية أخرى اجتمعوا مع أسرة تسوركوف في محاولة لتسريع العملية.
وصرح مسؤول حكومي إسرائيلي رفيع بأن إسرائيل تعتمد على حلفائها في هذه القضية، وطلب من الدول الغربية أن تضغط على الحكومة العراقية، بما أن إسرائيل لا تربطها علاقات دبلوماسية مع العراق.
في تصريحات لشقيقة المختطفة، إيما تسوركوف، المقيمة في كاليفورنيا، عبرت عن قلقها البالغ بشأن مصير شقيقتها، مؤكدة أنها كانت في بغداد لإجراء أبحاث لصالح جامعة برينستون. إيما عبرت عن أملها في أن تتمكن إدارة الرئيس الأمريكي من تقديم الدعم الكافي للإفراج عن شقيقتها، التي تعاني من ظروف صحية حرجة.
تسوركوف، التي تعتبرها شقيقتها “شخصاً طيباً ومحترماً”، كانت قد تكيفت بشكل جيد مع الشعب العراقي، حيث وصفتهم دائماً بـ “الشعب المضياف الذي يرحب بالأجانب”.
مراقبون