احمد عبيد
تشهد القنوات الفضائية العراقية في السنوات الأخيرة طفرة كبيرة في عدد البرامج الرياضية، حتى أصبح المتابع لا يكاد يفتح شاشة التلفاز إلا ويجد برنامجاً يتحدث عن مشاكل الاتحاد والدوري والاندية والمنتخبات الوطنية ، أو أزمات الرياضة العراقية ، ورغم أن هذا الحضور يعكس اهتمام الشارع بالرياضة خصوصًا كرة القدم، إلا أن كثرة هذه البرامج تثير تساؤلات حول جدواها وتأثيرها الفعلي لدى المشاهد ،الاهم في البرامج الرياضية هي أن تقدم تحليلًا فنيًا يثري المشاهد، ويسلط الضوء على الجوانب التكتيكية والفنية والتنظيمية للعبة. لكن واقع الحال يظهر أن كثيراً من هذه البرامج تنشغل بالخلافات الإدارية والمهاترات بين الضيوف، حتى باتت تشبه البرامج السياسية من حيث الجدل والانقسام بدلًا من أن تكون منابر لتطوير الفكر الرياضي، المتابع الرياضي المتعطش لمتابعة أخبار المنتخب وأنديته يجد نفسه محاصراً ببرامج متكررة ومملة تركز أكثر على الإثارة والصراع الإعلامي، وأقل على التثقيف الرياضي. هذا الأمر ساهم في خلق وعي رياضي مشوش، قائم على الجدل وخلق الازمات لا على المعرفة ،إن وفرة البرامج الرياضية لا تعني بالضرورة قوة الإعلام الرياضي، بل قد تعكس ضعفًا في التخطيط وغيابًا للرؤية وفوضى عارمة ، المطلوب اليوم هو تقليل الكم والاهتمام بالكيف، وتقديم برامج تواكب التطور العالمي في الإعلام الرياضي، وتكون أداة دعم للرياضة العراقية وتشخيص الاخطاء وتقديم الحلول بدل أن تكون ساحة خلاف وصراع.