في بلد يعشق كرة القدم ويعيش على إيقاع أحداثها، حيث يتفاعل جمهور واسع معها وتعتبر من أولويات اهتماماته، يصبح تأهل منتخب العراق إلى كأس العالم مسألة تحدٍّ حقيقية. ومن هنا، يدرك رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أهمية كرة القدم في نفوس العراقيين، حيث يعكس تأهل المنتخب إلى المونديال جزءًا من نجاح حكومته في تحقيق طموحات الشارع. لهذا، يولي السوداني هذا الملف أهمية خاصة، ويمضي قدماً نحو تأمين تأهل المنتخب بأي ثمن، ليس فقط لأنه يمثل شغف الشعب، بل لأنه أيضًا يمثل فرصة كبيرة لتعزيز مكانته السياسية وتحقيق أحد أبرز أهداف حكومته.
ومن المتوقع أن تُقام نهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، والدولة الأخيرة كانت ذات دلالة خاصة للعراقيين. ففي نسخة 1986 التي نظمتها المكسيك، كان التأهل إلى المونديال بالنسبة للعراق حدثًا تاريخيًا، إذ كانت تلك المرة الوحيدة التي وصل فيها المنتخب العراقي إلى النهائيات. ومع ذكرى هذا الإنجاز، يتطلع العراقيون إلى تكرار ذلك في نسخة 2026.
لكن نتائج المنتخب العراقي في بطولة كأس الخليج الاخيرة في الكويت خيبت آمال الجمهور وضاعفت مخاوف الجماهير ورئيس الوزراء على السواء التي تحيط بحظوظ المنتخب في التصفيات الحالية،. فبعد الأداء الجيد في التفيات المؤهلة للاولمياد، بات حلم تأهل العراق للمونديال أقرب من أي وقت مضى. لكن تلك الآمال تواجه منافسة قوية، حيث أن المنتخب الأردني لا يزال يطارد العراق في صراع حجز بطاقة التأهل، وهو لا يترك فرصة لملاحقة منتخب العراق في المجموعة.
وقد يزداد التنافس اشتعالًا في الفترة المقبلة، خاصة بعد الأداء المتواضع للمنتخب العراقي في كأس الخليج، مما أثار حماسة كبيرة في صفوف المنتخب الأردني. هذا الأخير يسعى بكل قوة لتحقيق الفوز على العراق والتأهل مباشرة إلى المونديال، وهو ما يمثل تهديدًا حقيقيًا لطموحات العراقيين.
السوداني، الذي يدرك تمامًا تأثير فوز أو خسارة المنتخب على مزاج الشارع العراقي ونظرته إلى حكومته، وضع ميزانية كبيرة لاتحاد كرة القدم العراقي تحت رئاسة عدنان درجال، اللاعب الدولي السابق. هذا الدعم المادي ليس فقط لتوفير التحضيرات اللازمة للفريق، بل أيضًا لرفع معنويات اللاعبين وتحقيق هدف التأهل الذي يراه رئيس الحكومة حيويًا في هذه المرحلة، خصوصًا في ضوء الانتخابات القادمة التي تسعى الحكومة الحالية إلى كسب تأييد الشعب فيها. فالتأهل إلى كأس العالم يمكن أن يكون مفتاحًا رئيسيًا لقلوب العراقيين، وتأكيدًا على نجاح الحكومة في تحقيق طموحات الشعب. ورغم أن المنتخب العراقي يحتل حاليًا المرتبة الثانية في مجموعته خلف كوريا الجنوبية، فإن المنافسة على المركز المؤهل لا تزال حامية. وتظل جميع الأنظار تتوجه إلى المباريات القادمة في مارس المقبل، حيث يتطلع العراقيون إلى تحقيق حلمهم في التأهل إلى المونديال، متفائلين بتحقيق هذا الإنجاز التاريخي الذي سيضاف إلى ذاكرة الكرة العراقية